فأخته كانت تراقب تسمع الخبر ( فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون )
قالوا : وما أدرك أنهم سيكونون له ناصحون
قالت : من بيت فقير إذا علموا أن هذا من بيت فرعون سيطمعون في جائزته وفي البيت امرأة صالحه ريحها طيب ما أرضعت طفل فأباها
قالوا : نعم
فدلتهم علي بيتها .... فقدموه إليها فرضعها.
فأرسلت إليها آسيا قالت تكونين عندي في القصر حتى ترضعينه ... رفضت أم موسى عليه السلام.
وقالت : أنا عندي عيال وزوج ولا أستطيع أن أترك بيتي فعند ذلك ولأنه رفض أن يرضع من غيرها فكانوا يأتون به إليها .....وأكرمت أم موسى أكراما عظيما كان قواد فرعون يهدون إليها الهدايا ابن فرعون .
يقول الله سبحانه وتعالى ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ) وبدأ يكبر في قصر فرعون ولما صار شاب في الثامنة عشر من عمره كان حكيما عليما يقول الله سبحانه وتعالى ( ولما بلغ أشده واستوي أتيناه حكما وعلما ) الحكمة والعلم
( وكذلك نجزي المحسنين ) وفي هذه الآية أخطأ المفسرين قالوا صار نبيا!
كلا كان مؤمن على دين بني إسرائيل على دين يعقوب وإبراهيم ما كفر ما كان على دين فرعون ليعلم أنه من بني إسرائيل فكان على دين بني إسرائيل والناس يعرفون أنه من بني إسرائيل لكن عايش عند فرعون.... ويتحكم نيابة عن فرعون في شؤون القصر...... حكيم عليم وكان عادل عليه السلام ومرت الأيام ويوم من الأيام كان يسير في الشارع وحده فخرج في وقت لم يكن من عادة الناس الخروج فيه قيل وقت الظهيرة وقيل الليل(ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها ) وقت ما أحد يخرج فيه ...(فوجد فيها رجلان يقتتلان هذا من شيعته) واحد من بني إسرائيل( وهذا من عدوه) من شيعة فرعون من المصريين من الأقباط (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ) استعان به الإسرائيلي على المصري فموسى أخذته الحمية كيف بني إسرائيل مستضعفين ويأتي هذا المصري أمام عينه يستضعف الإسرائيلي فهجم على المصري فضربه لكمة(فوكزه موسى) يريد أن يدفعه عن الإسرائيلي لكن موسى عليه السلام ما كان مقدار لقوته يقول الله سبحانه وتعالى( بلغ أشده واستوي ) منتهى القوة من لكمة واحدة مات المصري فوكزه موسى ( فقضى عليه ) موسى تعجب كيف يحدث هذا ما كان يريد أن يقتله
( قال) موسى (هذا من عمل الشيطان) ما قصدت أفعل هذا الشيطان هو الذي فعل.....
الشيطان الذي جعلني لا أقدر قوتي بهذه الطريقة وأفعل هذا الأمر المنكر قتل إنسان (إنه عدو مضل مبين) إذا كان يعرف الشيطان ويعرف ظلال الشيطان ويعرف أنه عدو فكان موحد لله عز وجل ما كان من المشركين...
والله قال عنه( وكذلك نجزي المحسنين ) فكان على الإيمان ما كان على الكفر واستغفر وتاب من هذا الذنب الذي لم يكن يقصده (قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) لأنه ذنب غير مقصود خطأ ( إنه هو الغفور الرحيم ) فوعد الله( قال ربي بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ) بما أنعمت علي من المغفرة شعر بأن الله تاب عنه الهمة الله بأنه تاب عليه فوعد الله أني لا أساعد ظالم سأكون ضد الظلمة ضد المجرمين لكن خاف أن يقتل بهذه الجريمة ( قتل المصري )
( فأصبح في المدينة خائفا يترقب ) خائف وخرج يتسلل فسبحان الله فإذا مشهد يشبه المشهد في اليوم السابق نفسالرجل الإسرائيلي يتقاتل مع رجل مصري مرة أخرى
( فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين) يعني صاحب مشاكل كل يوم مشاكل ( لغوي مبين) لكن أيضا أراد أن يدافع عن الإسرائيلي (فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما ) أراد أن يبطش بالمصري ....
قال المصري(قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس) إذا الخبر أنتشر وعرف أن موسى هو الذي قتل يعني المفسرين يقولون أن الذي قال هو الإسرائيلي عندما قال له موسى عليه السلام
(إنك لغوي مبين ) ظن الإسرائيلي أنه يريد أن يبطش به لأنه صاحب مشاكل ...فقال (أتريد أن تقتلني كما قتلت نفس بالأمس ) وهذا وارد
( إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين) فعرف موسى أن الأمر قد أنتشر فجاءه رجل من أصحابه من أل فرعون كان يحب موسى حب شديد وجاء هذا الرجل مسرعا ( وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين) الملأ يعني كبار القوم يأتمرون به يعني يدبرون له مؤامرة لك ليقتلوك فأخرج
(إني لك من الناصحين )
وفرعون لا يحب موسى وما أبقاه إلا من أجل أسيا وهو من أول يوم لم يحبه
وسادة القوم يعرفون أنه من بني إسرائيل فكانوا يبغضونه فجاءت الفرصة للتخلص منه فعند أول فرصة تأمروا عليه ليتخلصوا منه
(يأتمرون بك ليقتلوك) كل مصر تبحث عنه ... الآن بدأ الطلب بدأ البحث عن موسى وأرسل فرعون جواسيس يبحثون عن موسى فقال ( ربي نجني من القوم الظالمين )
فاستجاب الله عز وجل دعائه وهداه السبيل خرج في الصحراء ليس معه طعام ولا ماء ولا دابة يركبها ولا يعرف الطريق أين يذهب فسار في الصحراء وسار من النيل إلى فلسطين ماشيا على رجله حتى تقطع نعاله فأكمل المسيرة حافي عليه السلام يأكل ورق الشجر (هذا كليم الله لو شاء الله لأعطاه وأوصله بسرعة .. لكن هذه دنيا زائلة والله يعطيها لمن يحب ومن لا يحب ..... لكن الآخرة هي لمن يحبه الله فقط ووصل إلى مدين...... مدين قرية نبي الله شعيب رضي الله عنه... وكان شعيب قد عمر وعاش إلى ذلك الوقت.
فوصل موسى عليه السلام مدين في زمن شعيب ... وهذا بعد تدمير قوم شعيب وهم أصحاب الأيكة الذين يعبدون الشجرة .
( ولما ورد ماء مدين ) لما وصل ماء مدين المياه التي كان يشرب منها أهل مدين كانت خارج مدين فكان الرعاة يذهبون يشربون من هناك ... فوصلوا فإذا الرعاة قد أحضروا الغنم والإبل التي عندهم وكان عندهم أحواض يأخذون الماء من البئر ويصبونه في الأحواض والدواب تشرب .. وهناك أحواض يشرب منها الناس .
ووجد عند الماء امرأتان ومعهما غنمهم والمرأتان تبعدان الغنم عن الماء ( ولما ورد ماء مدين وجد عنده أمة من الناس) زحمة( يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان ) تدفعان غنمهما عن الشرب تبعدانهما عن الماء!!!!
تعجب كل الناس ذاهبة تشرب وهاتان المرأتان تبعدان الغنم عن الماء (قال ما خطبكما ) لماذا لا تسقيان الغنم الماء (قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء ) حتى يشرب كل الناس ويخرجون نذهب ونسقي لا نستطيع نحن امرأتان لا نستطيع أن نزاحم الدخول بين الناس زحمة (وأبونا شيخ كبير) كان قد (عمر) عليه السلام .
فتطوع موسى عليه السلام فدخل بين الناس وسقى لهما بقوة
ثم تولى إلى الظل جلس تحت شجرة (فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال ربي إني لما أنزلت إلي من خير فقير)
أنا محتاج نعمتك يروي أبن عباس عليه الرضوان أنه قد وصل مدين وأنه قد ذهبت جلدة رجله لأنه يمشي حافي طول الوقت وقد ألتصق بطنه بظهره من شدة الجوع وقد خرج ورق الشجر من فمه فصار أخضر ... جوع شديد وأذى شديد وما كان يرضى أن يسأل أحد.
سمعت إحدى البنتان بهذا الأمر دعائه لله عز وجل (إني لما أنزلت إلي من خير فقير) ذهبتا إلى أبهما وأخبرتاه بالخبر رجعتا إلى موسى عليه السلام يريدان أن يكافئوه بأي طريقة يشعرون أنه فقير لكن عزيز النفس ....
( فجاءته إحداهن تمشي على استحياء) وهذا هو خلق المؤمنة ... ليست الجرأة ورفع الصوت بين الرجال خاصة عندما تمشي بين الرجال تخفض صوتها وتمشي بتأني (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا)
فقير وواضح أنه عزيز النفس فقال فرصة نكافئه فذهب معها في الطريق وهي من شدة حيائها كانت تسير ورائه وهو يسير أمامها ...ومن شدة حيائها كانت إذا أرادت أن توجه إلى اليمين تأخذ حصى وترميها إلى اليمين .....
فانظروا إلى الحياء وانظروا إلى الأدب وقارنوا بينه وبين الحياء والأدب في حياة بنات ونساء المسلمين اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله خلق الأدب والحياء هذا مطلوب الإقتداء بزوجة نبي وبنت نبي الحياء لا يأتي إلا بخير فقد أصبحت هذه الفتاة زوجة النبي موسى عليه السلام هذا منهج أهل الأنبياء الخلق الراقي والحياء
(فلما جاءه وقص عليه القصص ) أخبره القصة بما حدث له في مصر (قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) (قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)
أفضل من تستأجر من أتصف بصفتي
الكفاءة ـ والأمانة
قوي وأمين إذا أردت أن توظف موظف فأبحث عن هاتين الصفتين عنده الكفاءة ولا تنسى الصفة الأخرى أمين من أهل الله عز وجل من أهل الدين حتى يحفظ أموالك وسرك أمين .
كان شعيب فقير أيضا فأراد أن يزوج موسى من إحدى ابنتيه وموسى ليس معه شيء فكيف بالمهر (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج)
أزوجك بنتي مقابل أن تعمل عندي ثمان سنوات هذا مهرها فموسى عليه السلام فقير لا يملك شيء فكيف بالمهر.
فإن أتممت عشر فمن عندك ))
سئل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أي الأجلين قضاهما موسى حينما قال شعيب ( وما أريد أن أشق عليك ستجدني أن شاء الله من الصالحين )
هذا موسى الذي يتكلم أختار ثمان سنوات أو عشر سنوات فلا عدوان علي , أنا الذي أختار والله على ما نقول وكيل
(قال صلى الله عليه وسلم اختار موسى أتمها وأوفاها تم عشر لما عاش بينهم عاش عشر سنوات .
إلى أن هدأت الأمور في مصر والبحث عنه انتهى شعر أنه يستطيع أن يذهب تغير شكله ووجهه يريد أن يذهب متسلل ليزو ر أمه وأخته وأخاه في مصر انتهت العشر السنوات يقول الله تعالى (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون )
الآن ذهب في طريقه إلى مصر في الطريق مع زوجته ضاع وما عرف أين الطريق وبدأ يبحث عن أي خبر وحاول أن يشعل النار فما استطاع ليلة باردة... وما معه شيء يشعله فبدأ يبحث يقول الله عز وجل (وهل أتاك حديث موسى )
رأى بعيد من أعلى الجبل نار وهو محتاج إلى النار حتى يرى الطريق وحتى يدفئ زوجته كانت ليلة مظلمة وباردة وهو ضائع فيها... الله سبحانه هو الذي ضيعه... وهو الذي جعلها مظلمة... وهو الذي جعلها باردة حتى يعطيه النبوة(إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى) صعود جبل صعب وكانت حامل في ذلك الوقت
"أجلسي هنا " (إني أنست ناراً )
أحضرها تهتدوا منها وفي الآية الأخرى ( لعلكم تصطلون )
لعلكم تتدفئون بها..
( أو أجد على النار هدى ) يمكن أحد يدلني على الطريق فلما آتها وصل إلى النار وإذا مشهد غريب من أعجب المشاهد التي وصفت في القران ما كانت نار كانت نور !!!!
ما كانت نارا كانت نورا... نور من شجرة ذات شوك شجرة كبيرة من داخلها نور فتعجب فأقترب ما هذه الشجرة المنيرة فلما أقترب منها يتأمل ما هذه الشجرة المنيرة فلما أتاها بدأ النداء الرباني.... في أعظم خطاب رباني بين الإنسان والرب سبحانه وتعالى ..لا يدانيه شيء ..ولا يقارنه شيء إلا خطاب الرسول صلى الله عليه في أعلى عليين في ليلة المعراج
(فلما أتاها نودي يا موسى* إني أنا ربك فخلع نعليك إنك بالواد المقدس )
فخلع نعليه ( إنك بالوادي المقدس طوي ) في وادي يسمى طوي في جبل طور (وأنا اخترتك فأستمع ما يوحى * إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) فتردى) فتهلكفلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه
هذا الموقف وصف كذلك في القرآن الكريم بآيات كريمات ( فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين)
وجاءت كذلك في سورة طه في آيات عظيمات حدثه الله سبحانه وتعالى وخاطبه وبين له عظمته عز وجل ثم سأله (وما تلك بيمينك يا موسى) والله أعلم
قال
قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى* قال ألقها يا موسى)
وفي الآية الأخرى (وأن ألقي عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان)
حية تتحرك حركة سريعة جدا كأنها جني ولى مدبر هرب موسى ترك الموقع وترك كل المكان (ولى مدبر ولم يعقب ) لم يلتفت وناداه الرب عز وجل ( يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين)
وفي الآية الأخرى( قال خذها ولا تخف ) رجع موسى ولما رجع
قال خذها ولا تخف ))
موسى خائف خوف شديد حية ضخمة جدا تحولت العصا إلى حية ضخمة فأمسكها من ذنبها فرجعت عصى (قال خذها ولا تخف ) ترجع كما كانت عصى( وأضمم يدك إلى جناحك )
أدخل يدك تحت إبطك وفي الآية الأخرى(أسلك يدك في جيبك )
نفس المعنى أدخل يدك في فتحة الثوب إلى أن تصل إلى تحت إبطك
موسى فعل ذلك وأدخل يده في الثوب إلى أن وصل إلى إبطه ....
فلما أخرج يده وإذا هي تلمع تضيء كأنها الشمس.... نور عظيم يخرج منها يقول الله تعالى (وأضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى)
يقول الله عز وجل (اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء)
ليس فيها أذى من غير مرض.... يرجعها مرة أخرى يذهب النور إذا أدخلها يطلع النور يدخلها يطفئ النور يتحكم في النور كيف يشاء أية من عند الله معجزة
(وأضمم إليك جناحك من الرهب ) إذا شعرت بالخوف أطوي يدك على بعضها يذهب الخوف عنك جناح الإنسان يداه ( من الرهب) يذهب عنك الخوف فذلك الأمران الأوليان اليد و العصي ( فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملأه إنهم كانوا قوم فاسقين )
يقول الله عز وجل لنريك من آياتنا الكبرى من أعظم آيات الله ( أذهب إلى فرعون إنه طغى * قال ربي أشرح لي صدري * ويسر لي أمري ) في لساني حبسه فسبحان الله كان موسى إذا تكلم يتأتا وإذا دعي الناس أو فرعون في منتهى الصراحة إذا كان موقف دعوة يفتح الله علي لسانه وإذا كان في حياته اليومية ترجع التأتأه العقدة
( وأحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي )
يتبع