لمن لا يعرف القنادسة ببشار 'الجزائر'
دائرة وبلدية بولاية بشار "08"،تقع هذه المدينة غرب الولاية على بعد حوالي 25 كلم تقريبا،ويبعد عنها سد جرف التربة غربا الذي أنشأ منذ الستينيات بحوالي 30 كلم، كما أنها تعد أول مدينة توهج فيها مصباح منذ أن تم اكتشاف فيها الفحم من طرف المستعمر الفرنسي،وهي أكبر بلدية في المنطقة من حيث عدد السكان.تحتوي هذه البلدية على 4 مدارس ابتدائية و 3 متوسطات و ثانوية اضافة إلى مركز للتكوين المهني.
أهم معالمها الآثارية:
قرقاب سطالي وهو أكبر كهف في المنطقة
منجم الفحم
وادي مسور
[img]
http://tbn1.google.com/images?q=tbn:e9tV1cIPpIRJhM:http://farm3.static.flickr.com/[/img][img]http://women.bo7.net/ext.php?ref=http://games.bo7.net/[/img]القنادسة هي اليوم دائرة من دوائر ولاية بشار بالجنوب الغربي الجزائري الواقعة على مسافة 18كلم تقريبا غرب وسط هذه الولاية . وتسميتها عربية من قندس أي تاب بعد معصية و- في الأرض: ذهب على وجهه ضاربا فيها.) كانت تعرف في القديم بالعوينة وبهذه التسمية ذكرها العلامة الرحالة أبو سالم عبد الله بن محمد العياشي صاحب الرحلة العياشية التي يسميها غيره بماء الموائد , ذكرها في رسالته إلى تلميذه لما علم أنه عازم على الحج أبي العباس أحمد بن سعيد المجيلدي و ذلك عام 1068هـ/1657م و التي يسميها غيره (أي الرسالة) تعداد المنازل الحجازية قال : " فإذا عزمت على الخروج فاشتر من هنالك (أي من سجلماسة) علف دوابك ثمان ليال أو تسعا احتياطا إلى فيجيج فليس بينك و بينها إلا قرية العوينة بعد خمس مراحل من سجلماسة و بالقرب منها قرى بشار وفي معنى تسميتها بالقنادسة يقول العلامة محمد بن عبد السلامالناصري الدرعي في ا رحلته الحجية لعام 1199هـ/1784م: " ثم بتنا بواد جير القريب ماؤه من الحاج فوجدناه قريب العهد بالسيلا , ثم منه بعد الفجر فوصلنا القنادسة ضحى يوم الخميس الأول من رجب, وتعرف في القديم بالعوينة . ولعل تسميتها بالقنادسة محدثة تسمية لها باسم من نزلها , بعد أن تلقانا سكانها من المرابطين بني الشيخ ابن أبي زيان مظهرين الفرح و السرور مشاة و ركبانا كهولا وشيوخا و صبيانا فتسابقوا و تناصلوا وأخلوا بنادقهم. ونزل الركب على العادة بساحة ديارهم وبالغوا في القرا , ووجدنا جماعة وافرة منهم و من انضاف إليهم متأهبين للحج , فأقمنا يومين و في الثالث ارتحلنا . و البلدة منقطعة في صحراء من الأرض بها عيون قليلة الماء جدا مع كونها غير عذبة إلا أن البدن يصلح عليها كالدواب يزعم ذلك أهلها , و بها نخل قليل, والبلد عامر تصلى فيه الجمعة .." اشترى أجداد سكان القنادسة : و السيدي بوزيان هذه البلدة بديارها وسوادها و بياضها و مرافقها من أولاد سنينة الفجيجيين وهم :الفقير بو جمعة و الفقير مُحمد نائبين عن إخوانهم وشهد بذلك من الشهود مبارك بن عبو البشاري النسب و بو عنبر بن عبد اللطيف الواكدي النسب بتاريخ 15شوال عام 929هـ/1523م بثمن قدره ونهايته 700 مثقال دراهم فضة سكة تاريخه حسب ما جاء في وثيقة شراء قديمة مؤرخة بالتاريخ المذك وفي نهاية القرن 11ه اشتهرت القنادسة بزاويتها التي أسسها أحد أبنائها من السادة العلماء و هو سيدي مَحمد بن أبي زيان القندوسي. واشتهرت كذالك عام 1917م باستخراج الفحم الحجري منها الذي عاد على الحكومة الفرنسية بأرباح كبيرة وقد أنهى سيدي محمد المصطفى عمود نسب الشيخ إلى سيدنا الحسن بن سيدنا علي رضي الله عنهما مرورا بسيدي عبد السلام بن مشيش .وفي نسب الشيخ مَحمد بن أبي زيان يقول تلميذه المباشر عبد الرحمان اليعقوبي : " و الذي أعتقده و أظنه أن نسبه رضي الله عنه بالنظر إلى ما خلق الله فيه من الحسب و الجود و الكرم لا يتأتى هذا إلا ممن أصله قرشي أو هاشمي لا محالة . و فوق كل ذي علم عليم ا و الجد سيدي مسعود المذكور في عمود نسب سيدي امَحمد بن أبي زيان القندوسي ذكر صاحب طهارة الأنفاس أنه مدفون بناحية قصر زقور القديم الواقع جنوب شرق قصر بشار بحوالي 4.5كلم و أن الجد عثمان بن مسعود مدفون بجبل بشار (دفين الجنين بسفح هذا الجبل و المعروف عند الناس بسيدي عثمان مول الجنان لخضر) أن سيدي عبد الرحمان والد سيدي امَحمد بن أبي زيان مدفون ببني جومي تاغيت حاليا و أما قصة هجرة هذا الجد مسعود من بلده مراكش إلى ناحية بشار فيقول المؤلف القندوسي المجهول في تويلفه المخطوط في ورقة واحدة لا تحمل تاريخ تأليفها و لا اسم المؤلف و التي ابتدأها بقوله "هذه رحلة سيدي مسعود" ما ملخصه بتصرف منا : " هاجر سيدي مسعود من بلده مراكش حيث كان يقيم بها في زنقة دريبة هنتاتة فخرج من بلده رفقة عبده أسعادة الصالح إلى أن وصلا بلاد بشار فنزلا بقصر زقور فاستوطن مسعود القصر بعد أن رحب به أهله لما علموا من صلاحه و شرف نسبه فتزوج منهم امرأة صالحة ولدت له ولدا سماه عثمان. زهد هذا الأخير في الدنيا فاختلى بجبل بشار فحفر عينا و غرس بستانا به نخيل و أشجار و عاش هناك و تزوج فأنجب ولدا سماه أحمد وأنجب بنين و بنات آخرين . فكان لأحمد هذا فيما بعد و لد اسمه عبد الرحمان الذي زوجه والده فكان معه بقصر زقور إلى أن توفي الوالد أحمد المذكور . فبقي عبد الرحمان بن أحمد المذكور مع إخوانه و أهل البلاد إلى أن قامت فتنة بين قبيلة أولاد عزي و أولاد موري الساكنين بقصر زقور فنهاهم سيدي عبد الرحمان بن أحمد عن الاقتتال فلم ينتهوا بل قتلوا ابن أخيه سيدي محمد بن اعمر بن أحمد المدفون هنالك قرب قصر زقور (قبره معروف اليوم وله قبة و بالقرب منه قبر عليه حجارة من أحجار الوادي يقول الناس أنه قبر سيدي مسعود القادم من مراكش المذكور سابقا ) الأمر الذي جعل سيدي الحاج عبد الرحمان بن أحمد يهجر البلاد بلاد بشار إلى جرف التربة موضع على ضفة وادي جير فنزل بدشيرة يقال لها دشيرة الناموس (البعوض) فأقام بها سنينا ثم انتقل منها إلى القنادسة اليوم لكونها أي (دشيرة الناموس) كانت بطريق المسافرين و لكثرة البعوض بها فقال : " ما أخرجني منها إلا بو مسمار و بو منقار" و هو يقصد ببو مسمار كثرة الضيوف و ببو منقار كثرة البعوض .فاستوطن بلاد القنادسة بعد أن سمع هاتفا يقول له : يا عمار . أي عمر هذه البلدة و استوطنها . فبقي بنوه بها إلى الآن حيث قام عليهم أولاد بو سنان من أهل فيجيج يطلبون منهم البلاد و استظهروا عليهم برسوم بأن البلاد بلادهم و كانت تسمى بالعوينة فاشترى أولاد الحاج عبد الرحمان بن أحمد البلاد من أولاد بوسنان المذكورين كما هو ذلك ثابت في رسوم الشراء فمن ثم سقط النزاع و الدعوى فصارت البلاد ملكا لأهل القنادسة من بني الحاج عبد الرحمان بن أحمد .") و للانتساب إلى سيدي مسعود جد مرابطي القنادسة يقول أحد علمائها في أواخر القرن 13هـ/19م و هو العلامة محمد بن الحاج بن عب بن الحاج العماري بن عبد الله القندوسي في رسالة إلى سيدي البدري من أحفاد سيدي مَحمد بن أبي زيان القندوسي يخبره فيها عن مسائل في أحكام الميراث مفتتحا الرسالة بعد ذكر الله تعالى بعمود نسبه الذي يقطع به واقفا به عند جده مسعود المراكشي كما كان يقف رسول الله صلى الله عليه و سلم عند جده عدنان و لا يزيد و يقول كذب النسابون . و هذا بعض ما جاء في الرسالة التي لا تحمل تاريخ كتابتها و كون المرسل المذكور أرسلها إلى سيدي البدري فهو و الله تعالى أعلم سيدي محمد البدري بن اليماني بن الماحي من أحفاد سيدي مَحمد بن أبي زيان القندوسي الذي نسخ مخطوط منهل الظمآن المذكور سابقا الموجود بالخزانة الزيانية القندوسية المذكورة سابقا و الذي أتم نسخه عام 1285هـ/ 1868م حيث كان حيا بهذا التاريخ : " الحمد لله الملك الديان ... و بعد فيقول أفقر الورى لرحمة مولاه ... محمد بن الحاج بن عب بن الحاج العماري بن عبد الله بن عبد الجبار بن أحمد بن الحاج عبد الرحمان دفين القطر الغربي بجامع العتيق ببلده بن أحمد بن عثمان بن مسعود الهنتاتي المراكشي ثم القندوسي السلام التام على الفقيه اللبيب المتأدب... السيد البدري ... و إن قلت لأي شيء ابتدأت رسالتي بما ليس معتاد و رفعت نسبي بلا سبب... فأقول أن ذلك مني تنظير و تأدب لا غير و كانوا يرفعون نسب رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا ينكر و يقول لهم لا ترفعوني فوق عدنان و من عدنان إلى آدم ففيه خلاف . و هو أحق و أولى بالافتخار من غيره, كيف و هو سيد ولد آدم صلى الله عليه و على آله و أصحابه...") و يعرف أهل القنادسة بالمرابطين , قال في فتح المنان : " و أمروا من بعض أصحابه أن يدخلها دارا من ديار أصحابه المرابطين من القنادسة ...") و قال كذالك : " و من خلواته رضي الله عنه في ربوة طويلة في وسط الحماد بين القنادسة و بين دشرة مصكي يقال لها أم اصبع و لها أصابع بالحجارة الطويلة وذكر لي بعض من أثق به من تلامذة الشيخ رضي الله عنه و كانوا يصيدون و هم من أولاد الحاج من أولاد العباس و أكثرهم من صياد الحماد في الفلاة... تكلمت معه رضي الله عنه ذات يوم على الزيارة و قدومهم في القيلولة في تلك الفلاة و تجاوزهم بتلك الربوة المسماة بأم اصبع فقال لي يا أخي : إن فيها برودة حسنة في الصيف لمن أراد عبادة الله تعالى و ترك الخلق عنه و يمدحها كل المدح ... و في كلام اليعقوبي هنا إشارة إلى أن أولاد العباس المذكورين هم من أولاد الحاج و هذا دليل قاطع يرد به على من قال أن سيد الحاج بن أحمد دفين المسجد العتيق بالقنادسة لم يخلف أولادا . بعد رحلة علمية طويلة بسجلماسة و فاس حيث كان بسجلماسة يسكن قصر أولاد بدلة بمقاطعة الغرفة و يدرس عند شيخه مبارك بن عزي بقصر العنبري بنفس المقاطعة و كان بفاس يدرس بالمدرسة المصباحية و تسمى كذلك بمدرسة سيدي مصباح قاربت 35 سنة أو تزيد عاد الشيخ سيدي مَحمد بن أبي زيان إلى أرض أجداده القنادسة عام 1098هـ/1686م فأسس بها زاويته التي استقبلت الألوف من الزوار من كل الأنحاء(الجزائر ,المغرب ,تونس , وهران , تلمسان , زواوة ,الترك ,الحجاز ,...) و الأعداد الكبيرة من طلبة العلم ()فكانت رحمة من الله تعالى على البلاد وما جاورها فأغناهم الله بعد فقر وأمنهم بعد خوف. ) وكان الشيخ أبو عبد الله مَحمد بن أبي زيان يلقن أوراد طريقته التي أخذها عن شيخه أبي عبد الله سيدي مبارك بن عبد العزيز (يقال له بن عزي اختصارا) العنبري الغرفي السجلماسي الفيلالي و هو عن شيخه أبي عبد الله مَحمد بن ناصر الدرعي صاحب زاوية تمكروت بوادي درعة بجنوب المغرب . فهي طريقة يوسفية مليانية زروقية شاذلية اشتهر الشيخ بزهده في الدنيا وكراماته وتمسكه بالسنة وكراهيته للبدعة و أهلها . ومناقبه وفضله لا يحويها هذا المختصر فلتراجع بطولها في كتب مناقبه المذكورة سابقا (فتح المنان-منهل الظمآن-طهارة الأنفاس ... .الخ و في مناقبه و فضله يقول العلامة إدريس بن محمد المنجرة عندما زار الشيخ مَحمد بن أبي زيان بالقنادسة عام 1136هـ/1723م : "ومنهم الشيخ الفقيه الإمام أبو الإقبال الحاج الأبر صاحب الكرامات سيدي مَحمد بن عبد الرحمان بن أبي زيان المراكشي نزيل الصحراء قرب جبل بشار , له أحوال و كرامات يبوح بها و يفشيها ويحب ذكرها وله حال في التصريف . لقيته ببلده و استفدت منه و لقنني وواعدني و صرح لي بما أرجو الله في حصوله وأكثر و كاتبني ووقعت بيني وبينه أشياء لا تفشى و هو في قيد الحياة إلى الآن عام 1136هـ(1723م) وفي مناقب الشيخ سيدي مَحمد بن أبي زيان القندوسي يقول العلامة محمد بن الطيب القادري المتوفى عام 1187هـ/1773م في كتابه نشر المثاني : " ومنهم الشيخ الكثير التلامذة و الأتباع أبو عبد الله مَحمد-بالفتح- ابن بوزيان القندوسي .و القنادسة بلاد ذات نخيل بالصحراء على مسيرة يوم من فيجيج . يحدث عنه أصحابه بكرامات و حسن السيرة ... إلى أن توفي في العشرة السادسة, و خلف أولادا يسلكون طريقه... هكذا قال القادري إلا أنه أخطأ في سنة وفاته فالشيخ سيدي مَحمد بن أبي زيان توفي عام 1145هـ/1732م كما سيأتي بيان ذلك لاحقا. وأما عن أخبار شيوخ شيخنا سيدي مَحمد بن أبي زيان في علم الظاهر و الباطن فهم السادة العلماء والصلاح الآتي ذكرهم : 1-والده سيدي عبد الرحمان بن محمد بن أبي زيان دفين تاغيت ببني جومي جنوب بشار و زوجته والدة شيخنا سيدي مَحمد بن أبي زيان السيدة نجمة و هي شريفة من قصر بربي ببني جومي من قوم يقال لهم البيزان رحلوا هؤلاء البيزان فيما بعد من بربي إلى نواحي مكناس ولازال موضعهم اليوم قرب قرية بركة ببني جومي يعرف ببلاد البيزان , (هكذا أفادنا الراوي سلطاني الحاج البشير بن المختارالمحمدي القندوسي من أولاد عبد العزيز المولودبالقنادسةعام1919م) و على ضريحي والدي الشيخ قبة بتاغيت حيث ينامان تحت سقف واحد إلى يومنا هذا . ولاشك أن شيخنا تلقى من والديه الكريمين بع مبادئ العلوم و الآداب الأولية لطالب العلم رغم أنهما توفيا و تركا شيخنا يتيما فكفله أعمامه إلى أن بلغ حده فبعثه أحد أعمامه إلى سجلماسة لطلب العلم و أعطاه مبلغا زهيدا من المال قدره 40 موزونة كانت تسمى عندهم الفرفورية في ذلك الوقت بيعت بـ 4 موزونات من الدراهم الرشيدية , ولم يبعث له أهله بشيء من متاع الدنيا بعد هذا طيلة مقامه بسجلماسة و فاس .) وما بناء أهل تاغيت قبة ضريحيهما إلا لاشتهارهما بالعلم و الصلاح و الولاية . 2-شيخه بسجلماسة بدشرة العنبري بمقاطعة الغرفة بإقليم تافيلالت بجنوب المغرب الأقصى على مسافة 180كلم تقريبا من القنادسة وهو أبو عبد الله سيدي مبارك بن عبد العزيز ويقال له بن عزي اختصارا على اللهجة الفيلالية الغرفي العنبري السجلماسي وربما اسم أبيه محمد عبد العزيز فيحذف المترجمون له اسم محمد فيكتفون بعبد العزيز ويحذف البعض الآخر اسم عبد العزيز ويكتفي بمحمد و الله تعالى أعلم. وأما نسبه فيقال على لسان أحفاده اليوم أنه شريف قدم أسلافه من ينبع من بلاد الحجاز.توفي رحمه الله عليه بطاعون عام 1090هـ/1679م كما ذكرنا سابقا ودفن بزاويته بدشرة العنبري و ضريحه بها عليه قبة قديمة إلى اليوم .() وقد تلقى علمه عن شيخه أبي عبد الله سيدي مَحمد بن ناصر الدرعي شيخ الزاوية الناصرية بتامكروت بوادي درعة جنوب المغرب الأقصى المتوفى بها عام1085هـ/1674م . ولسيدي مبارك بن عزي مؤلفات منها ما رد فيها على أهل البدع في الاعتقاد وهم طائفة من علماء سجلماسة و هي -" الكشف و التبيين في أن عبارات محمد بن عمر في تكفير أكثر طلبة عصره و غ
شيخ الزاوية
هو امحمد بن عبد الرحمن المعروف بابن أبي زيان، ولد 1631م بقصر تاغيت ( 70كلم على مقر الولاية بشار ) و توفي في 10 رمضان في السنة الميلادية 1745، و قد عاش حوالي قرن و 14سنة . لقد عاد الشيخ من تاغيت إلى القنادسة حيث كان الأمن بفضل وجود القنادسة في المنطقة التي كانت تحت حماية قبيلة "دويمنيع"، فنزل عند عمه الحاج إبراهيم ابن الحاج عبد الرحمن الذي كان موجودا بالزاوية التي كانت تنسب إلى الشيخ عبد الرحمن بن احمد و المسماة آن ذاك ( الزاوية الرحمانية ). تكفل عمه بمصاريف رحلته إلى سجل ماسا ( تافيلالت ) بالمغرب قصد طلب العلم و تمكن على يد الشيخ العلامة مبارك بن عبد العزيز العنبري الذي كان يعرف بالشيخ " سيدي مبارك بن عزي " من دراسة العلوم الإسلامية بجميع فروعها إلا أن ظهور بعض القلاقل في المنطقة جعلته ينتقل إلى فاس حيث وجد أحد المحسنين الذي أمن له مصاريف تعليمه و تابع دراسته في المدرسة المصباحية و التي كانت تعد من أشهر مدارس فاس آنذاك حيث تلقى بها العلم على فطاحل علمائها مثل الشيخ "قسوس" و الشيخ " سيدي عبد القادر الفاسي" و آخرين ....
بعد أن أتم دراسته بهذه المدرسة توجه إلى أداء فريضة الحج فمكث بالمدينة المنورة لطلب العلم أيضا ثم مكة المكرمة و عند رجوعه بعد إتمام فريضة الحج عرج على الأزهر الشريف و أكمل دراسته في الزيتونة بتونس و منها رجع إلى القنادسة. عند عودته و نظرا لكونه رجلا عالما تقيا بدأ في مهمة التدريس و نشر العلم بالمسجد العتيق ،حيث تتلمذ على يده العديد من الطلبة من شتى بقاع الوطن و قد استمر في تأدية رسالته النبيلة إلى حين وافته المنية.
أسندت مهام الزاوية بعد وفاته إلى ابنه الشيخ سيدي محمد لعرج بعد موافقة كل أهالي البلدة و القبائل المجاورة، و ساهم ابنه في استمرارية الإشعاع العلمي متبعا في ذلك طريقة والده . و تعاقبت مشايخ الزاوية من بعده إلى يومنا هذا. كما سبق و أن أشرنا إلى كون قبيلة دويمنيع كانت تسيطر على بقاع كثيرة ممتدة مع الحدود المغربية و بحكم وجود القنادسة في هذه المناطق التي كانت تهيمن عليها القبيلة تكفلت بحمايتها عندما رأت من الشيخ من علم و تقوى يستحقان ذلك، و للإشارة أيضا أن مجلس الزاوية كان فيه أعضاء من القبيلة يمثلونها. و من أشهر الغارات التي ردتها القبيلة عن القنادسة الغارة التي قامت بها قبيلة " عَبدَة" و التي لا زال مكان المعركة يحمل اسم "معركة شعبة عبدة " و غيرها من المعارك.
منجم الفحم بالقنادسة :
منذ سنة 109 كانت هناك شكوك في وجود الفحم الحجري بالمنطقة إلى غاية 1908 حين عثر أحد أهالي البلدة على تراب أسود لامع جلب انتباهه فأحضره إلى شيخ الزاوية آنذاك ،حيث أثار إعجابه هو الآخر الشيء الذي دفعهه إلى استدعاء حاكم بلهادي الذي كان يدعى ( CAEVANE ) الذي اهتم بدوره هو الآخر بهذه العينة من الاكتشاف و بعثها إلى حاكمه "بالعين الصفراء" و منها تم إيصالها إلى الجزائر العاصمة ثم إلى فرنسا أين تم إجراء التحاليل عليها من طرف أكبر مخبري بأوربا في ذلك الوقت يدعى ( FLAMMAND ) الذي أثبت بعد تحاليل جيولوجية ميدانية بأن القنادسة حوض منجمي ينتمي إلى الكاربونيفيل ( CARBONIFER ) و من هنا تم التركيز على التنقيب . أخرجت أول كمية من الفحم الحجري رسميا سنة 1917م مما جعل فرنسا تركز كل اهتماماتها على المنطقة منذ ذلك التاريخ .[img]
http://women.bo7.net/ext.php?ref=http://games.bo7.net/[/img]