نثر الوداع...
حبيبتي!...الحرية...
هذه الجميلة العذبة...
هذه القبلة السماوية على ثغر عمري...
هذه الأنامل الخفية لقيثارة أحلامي التي أيقظتني من غفلة أيامي ...
وبطنت روحي بأنفاسها الدافئة... وعانقت صدري بطهرها العلوي...
قد مالت نحو المغيب...!
شمس راحلة في سكينة محزنة إلى ما وراء الشفق الأزرق... تبكي... وتبكي... مكونة آخر أصيل لها في مدينة الغروب... في عالم الغيوم...
أصيل أحمر دام... يودعني صامتا ً ...
غيوم حمراء كعيوني فوق أفق عالم يحتضر... وجود ابتدعه الحب وأخفاه حبيب مودع يختلج من واقعي ويضمحل في عالم اللاشيء... مثيرا ً تنهدات الأسى...
الأضواء تموت... والمغيب يحتضر بأنفاس باردة... تتأوه كنواح الثكلى...
رسوم عالم جميل تتبدد باكية... وتتبعثر بين أنامل الضياع... ثم تذوب في دموعي...وليس من يعزني سوى غصات أليمة ... موجعة في القلب الكسير المعتل في هيكل مهجور... قد أناخته الأحزان ... وأطفأت شموعه قسوة هذا الوداع الأخير...
والآن...وقد مرت الدقائق كالأعوام... ومات الوداع...وانعدم عمري...فلم يبق من أثر لذلك العالم الساحر الجميل سوى أجفان مقروحة قد كسرها الدمع وأذبلتها اللوعة...
وقلب منسى قائم في صدري... أحمله متنهدا ً بين الناس...وليس من يعزيني إلاّ عذابي بذكراك...
فكلما مررت بقبر حكايتي...ضعي اكليلا ً من حنان دموعك... وقفي متهيبة أمام سكينة الأبدية... وقولي : هنا رفات شعبي...الحرّ.
حروف منْ لهَب
أكتب للثوّارْ
بقلم رَصاصْ
وينتهي النعاسْ.
أكتبُ بالنقاءْ
عن ثورة السطوعِ والإباءْ.
أكتبُ بالمطرْ
عن قلق الثوّار والبشرْ
ويُمحى الضجرْ.
أكتب بالهديلْ
ملاحماً من الصَّهيلْ
ويقرأ الثوّارْ
لتهطلَ الامطارْ
هذا زمنُ الثورة والثوّارْ
زمنُ الصَهْل ِ
الحَدسِ
ورؤيا النار:
آتٍ من وجع في البالْ
من موّال
يمحو عصور البَرد
لتأتي عصور البرق الرّعدِ
وتهطل تلك الأمطارْ.
بقلم الشاعر والفيلسوف روبير غانم
لونُ عينيكِ بلونِ الأفُقِ
وعلى عينيكِ أبني زورقي
فأنا هدبٌ لعينيكِ وبيْ
سَفَرُ الشمسِ ليومٍ قَلقِ
وأنا رحّالةٌ في عالمٍ
به عيناكِ صدىً لم يُفقِ
أعطني عينيك أبني عالماً
مِنْ خيوط الرِّيح أو مِنْ قَلَقي
----------------------------1
يا سيدتي:
كنت أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العام.
أنت الآن.. أهم امرأةٍ
بعد ولادة هذا العام..
أنت امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام.
أنت امرأةٌ..
صنعت من فاكهة الشعر..
ومن ذهب الأحلام..
أنت امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوام..
2
يا سيدتي:
يالمغزولة من قطنٍ وغمام.
يا أمطاراً من ياقوتٍ..
يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غابات رخام..
يا من تسبح كالأسماك بماء القلب..
وتسكن في العينين كسرب حمام.
لن يتغير شيءٌ في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني.. في إيماني..
فأنا سوف أظل على دين الإسلام..
3
يا سيدتي:
لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات.
أنت امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كل الأوقات.
سوف أحبك..
عند دخول القرن الواحد والعشرين..
وعند دخول القرن الخامس والعشرين..
وعند دخول القرن التاسع والعشرين..
و سوف أحبك..
حين تجف مياه البحر..
وتحترق الغابات..
4
يا سيدتي:
أنت خلاصة كل الشعر..
ووردة كل الحريات.
يكفي أن أتهجى إسمك..
حتى أصبح ملك الشعر..
وفرعون الكلمات..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلك..
حتى أدخل في كتب التاريخ..
وترفع من أجلي الرايات..
5
يا سيدتي
لا تضطربي مثل الطائر في زمن الأعياد.
لن يتغير شيءٌ مني.
لن يتوقف نهر الحب عن الجريان.
لن يتوقف نبض القلب عن الخفقان.
لن يتوقف حجل الشعر عن الطيران.
حين يكون الحب كبيراً..
والمحبوبة قمراً..
لن يتحول هذا الحب
لحزمة قشٍ تأكلها النيران...
6
يا سيدتي:
ليس هنالك شيءٌ يملأ عيني
لا الأضواء..
ولا الزينات..
ولا أجراس العيد..
ولا شجر الميلاد.
لا يعني لي الشارع شيئاً.
لا تعني لي الحانة شيئاً.
لا يعنيني أي كلامٍ
يكتب فوق بطاقات الأعياد.
7
يا سيدتي:
لا أتذكر إلا صوتك
حين تدق نواقيس الآحاد.
لا أتذكر إلا عطرك
حين أنام على ورق الأعشاب.
لا أتذكر إلا وجهك..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلج..
وأسمع طقطقة الأحطاب..
8
ما يفرحني يا سيدتي
أن أتكوم كالعصفور الخائف
بين بساتين الأهداب...
9
ما يبهرني يا سيدتي
أن تهديني قلماً من أقلام الحبر..
أعانقه..
وأنام سعيداً كالأولاد...
10
يا سيدتي:
ما أسعدني في منفاي
أقطر ماء الشعر..
وأشرب من خمر الرهبان
ما أقواني..
حين أكون صديقاً
للحرية.. والإنسان...
11
يا سيدتي:
كم أتمنى لو أحببتك في عصر التنوير..
وفي عصر التصوير..
وفي عصر الرواد
كم أتمنى لو قابلتك يوماً
في فلورنسا.
أو قرطبةٍ.
أو في الكوفة
أو في حلبٍ.
أو في بيتٍ من حارات الشام...
12
يا سيدتي:
كم أتمنى لو سافرنا
نحو بلادٍ يحكمها الغيتار
حيث الحب بلا أسوار
والكلمات بلا أسوار
والأحلام بلا أسوار
13
يا سيدتي:
لا تنشغلي بالمستقبل، يا سيدتي
سوف يظل حنيني أقوى مما كان..
وأعنف مما كان..
أنت امرأةٌ لا تتكرر.. في تاريخ الورد..
وفي تاريخ الشعر..
وفي ذاكرة الزنبق والريحان...
14
يا سيدة العالم
لا يشغلني إلا حبك في آتي الأيام
أنت امرأتي الأولى.
أمي الأولى
رحمي الأول
شغفي الأول
شبقي الأول
طوق نجاتي في زمن الطوفان...
15
يا سيدتي:
يا سيدة الشعر الأولى
هاتي يدك اليمنى كي أتخبأ فيها..
هاتي يدك اليسرى..
كي أستوطن فيها..
قولي أي عبارة حبٍ
حتى تبتدئ الأعياد
تعليق:
www.chadyabouissa.com [