- هيا نتواضع في الملبَس:وليس المقصود أن أرتدي الممزق من اللباس أو أن أكون غير مهندَم.
فلقد جاء رجل إلى النبي(ص)، قال: "يا رسول الله، إني أحب الثوب الحسن. فهل هذا من الكِب
ر في شيء؟ قال: لا.. إنّ الله يحب الجَمَال". إذن، فالذي عليَّ تركه، هو الفاخر من اللباس والذي أرتديه بنيَّة التفاخر والمباهاة، لأن هذا يُعد كِبْراً. أما إذا ارتديت لباساً فاخراً بنية إعطاء صورة جيدة للملتزمين، الذين يلبسون بشكل مهندم ومنسّق، فلا بأس بذلك، بل هو مُحبَّب.
- هيا نتواضع مع الخدم:يقول النبي(ص):"إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم ممّا تُطعَمُون، وألبسوهم مما تَلبسون، وكلّفوهم بما يطيقون. فإن كلفتموهم بما لا يطيقون فأعينوهم".
يقول النبي(ص): "إذا أتى أحدكم خادمه بطعام فليجلسه معه. فإن لم يجلسه معه فليُطعمه اللقمة واللقمتين، والأكلة والأكلتين".يا أخوات.. انتبهن في معاملتكن لخدمكن. نرى بعض السيدات يطلبن من الخادمة تنظيف البيت بأكمله، ثم إعداد الوليمة قبل أن يأتي الضيوف، ثم تنظيف البيت مرة أُخرى بعد انصراف الضيوف. كل هذا قد لا تطيقه الخادمة.. حذارِ يا أختاه. فنبي الله يُوصيكِ بها: "هي تحت يديك".. تواضعي لله بها وبمعاملتك لها.
- هيا نتواضع في تأسيس المنزل:الكثير من الزيجات فشلت بسبب صعوبة ما يشترط أهل العروس وجوده في الشقة. يقول علي بن أبي طالب: "أُهديت إليَّ ابنة النبي(ص)، فاطمة، فدخلت بها يوم أن دخلت بها، ووالله لم يكن في بيتي يوم أهديَت إليَّ، إلّا جلد كبش على الأرض، ووسادة حشوها ليف". طبعاً، أنا لا أضعكِ في موضع المقارنة بين ما كان في عصرهم وما هو موجود في عصرنا، لكن ذلك أيضاً كان يُعدُّ شيئاً قليلاً مقارنة بما كان متوافراً، وفتح الله بعد ذلك على سيدنا علي وأكمَل البيت وجهَّزه.
- هيا نتواضع مع الأقارب الفقراء:إذا كان لديك أقارب فقراء، تذكَّرهم وابدأ ببرّهم وزُرهم، وإيّاك أن تدَّعي أنك تَبرُّ أهلك وأقاربك، وأنت تختار الطبقة الراقية منهم دون غيرهم. بل عليك التواضع مع مَن هم دونك في المستوى الاجتماعي والمستوى الثقافي. فإن كنت حائزاً شهادة عليَا، فلا يصح أن تُعامل باستهتار مَن لا يحوزون شهادات مثل شهادتك.
- هيا نتواضع مع الذين علَّمونا:كثيراً ما نسخَر من أستاذة مدارسنا، في الجامعة. إيّاك..
فهم مَن علمك ومَن لهم الفضل عليك.
- هيا نتواضع مع مَن نُعلِّمهم:حذار أيها الدعاة إلى الله.. تحرّوا التواضع في دعواكم. فكم من أخت تريد أن تأخذ بيد صاحبتها، تظل تسخر منها زمناً لتقول لها أخيراً "أنتِ مازلتِ مبتدئة، أنتِ ساذجة جداً. حذارِ.. حذار.. فتكون بذلك سبباً في بُعد الناس عن ديننا، وسبباً في تجنُّب الملتزمين. اصبروا عليهم يا إخوتنا وعاملوهم برقة ولين وتواضع.
- هيا نتواضع مع والدينا:يقول عزّ وجلّ: (وَاخفِض لَهُما جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَة) (الإسراء/ 24). إذا كان والداك على قيد الحياة، أتراك ستقبِّل أيديهما؟ هل تستطيع أن تُقبّل يد والدتك أمام الناس؟ أتعلم أنَّ ذلك من دلائل التواضُع؟ وإذا ما فارقاً الحياة استغفر لهما باستمرار. واعمل عملاً صالحاً يُوضَح لهما في ميزان حسناتهما.
- أجمل التواضُع:أن تذل وتتواضع لله عزّ وجلّ. إيّاك أن تتباهى بحضورك لدرس علم، أو بحجابك والتزامك، بينما ما يزال الكثير من الناس بعيدين عن الله. يقول عزّ وجلّ: (وَلا تَمنُن تَستَكثِرُ) (المدثر/ 6). إيّاك أن تَمُنّ على الله. اخفض جناحك وذل لله الذي خلقك. فأنت كلُّك من خيره ومن نعمته.
هذه كانت أمثلة للتواضع مرّت ببالي، ولكنني لم أحصرها. فكر مع نفسك وابحث عن أي وسيلة تُبعدك عن الكبر وتجعلك متاضعاً كيف تتخلق بخُلق التواضع؟ كيف تصبح متواضعاً؟ تفكّر في جلال الله عزّ وجلّ، وقدرته ونعمته، تشعر بذلك، اشعر بفقرك إلى الله تكن متواضعاً. انظُر إلى عظمة الله وإلى مكانتك تكن متواضعاً.كيف تتدرب على ذلك عملياً؟ تعاول وتنال وجبة من الوجبات مع الموظفين الأقل منك درجة، أو ...