الإمام أبو حنيفة النعمان يختلف الناس على رجل كما اختلف آراؤهم في أبي حنيفة النعمان .. تغالي البعض في تقديره حتى زعم أنه أوتى الحكمة كلها، وأنه يتلقى علمه عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يشبه الرؤيا أو الرؤية! واشتط الآخرون في كراهيته، حتى لقد اتهموه بالمروق عن الدين، وبالإلحاد والزندقة، وباستيراد المبادئ الهدامة من الديانات الوثنية ومن عباد النار .. وأعمى العداء آخرين، فأذاعوا عنه أنه مجوسي مدسوس على الإسلام ليحدث خرقا في الإسلام!! كان هذا التطرف في الأحكام المتناقضة هو طابع العصر الذي عاش فيه أبو حنيفة، وهو في الوقت نفسه نتيجة سلوك الشيخ وسيرته واقتحاماته الفكرية الجسور. إقرأ..
الإمام أحمد بن حنبل حياته فقد كانت نضالا متصلا ضد الفقر، وضد عادات عصره .. فقد حملته أمه وهي حامل به من "مزو ـ حيث كان يعمل أبوه في جند الخليفة ـ إلى بغداد، ولم تكد تضع وليدها أحمد حتى مات والده ترك له عقارا عاشت من غلته هي والصغير .. حتى إذا شب الصغير وزادت مطالبه، عرفت أمه ضيق العيش، ولكن الأرملة الشابة رفضت أن تتزوج على الرغم من جمالها وشبابها وطمع الخطاب فيها، ووقفت حياتها على تربية وحيدها أحمد فأحسنت تربيته ودفعت به إلى مقرئ ليعلمه القرآن فختمه وهو صبي وظل حياته كلها يعاود قراءته والتفكير فيه .. إقرأ..
الإمام الشافعي على الرغم من أن الإمام الشافعي لم يكن قاضيا في مصر قط، فإن أهل مصر يسمونه "قاضي الشريعة" .. ومازال العديد من أصحاب الحاجات الذين لم ينالوا حظا من التعليم يتجهون إلى ضريح الشافعي في الحي المعروف باسمه في القاهرة، فيقدمون الظلامات، ويسألون الله تعالى أن يقضي لهم حاجاتهم، ويرد عنهم الظلم، متوسلي قاضي الشريعة. إقرأ..
ن بالإمام الشافعيالامام مالك بن أنس كان في نحو العاشرة، قد حفظ القرآن وبعض الأحاديث، وامتلأت آفاقه بنور الكلمات، ولكن عقله لم يكن قد استطاع أن يعي ما فيها .. وكان مالك لنضارة سنه يحب أن يرتع ويلعب. وغضب أنس على ولده الصغير مالك لأنه أخطأ في الإجابة على سؤال في الدين، ونهزه لأنه مشغول باللعب مع الحمام، وهذا يلهيه عن العلم!. وبكى الصبي كما لم يبك من قبل، وفزع إلى أحضان أمه يسألها الحماية والنصيحة، ويستعينها على ما هو فيه. إقرأ..
إلى الأعلى
شخصيات رجالية
أبو بكر بن عبد الرحمن أحد فقهاء المدينة، الذين كانت تدور عليهم الفتوى، وأحد الفقهاء الذين اتخذهم عمر بن عبد العزيز للشورى، فكان لا يقضي أمرا إلا بعد أن يعرضه عليهم، كان ثقة، فقيها، كثير الحديث، عالما عاقلا، سخيا، يقصده الناس للاستعانة به في قضاء حوائجهم سواء من ماله الخاص، أو في الشفاعة لهم عند أصحاب السلطان، إذ كان له مكانة خاصة، وصداقة لعبد الملك كان يستعملها في عون أصحاب الحاجات عند أهل الحل والعقد من ذوي الجاه والسلطان. إقرأ..
الإمام ابن حزم لم يعرف تاريخ الفقه من قبله رجلا كتب في الحب وأحوال العشاق بمثل هذه الرقة والعذوبة والصراحة، وجادل الفقهاء في الوقت نفسه بكل تلك الحدة والعنف والصرامة!..
اجتمعت فيه صفات متناقضة: لين الطبع وسعة الأفق وعذوبة النفس، مع التشدد والتضييق وسرعة الانفعال، والتعصب لكل ما يعتقد أنه حق، ورفض ما عداه .. فهو يناقش كل وجوه النظر في المسائل، حتى إذا اطمأن إلى رأي، أدان كل مخالفيه بلا رحمة، وسخر بهم، وكال لهم الاتهامات، لا يراعي لهم فضلا ولا وقارا ..!
إقرأ..
الإمام جعفر الصادق
لم يجمع الناس على حب أحد في ذلك العصر كما أجمعوا على حب الإمام جعفر بن محمد الذي اشتهر فيهم باسم جعفر الصادق. ذلك أنه كان صافي النفس، واسع الأفق، مرهف الحس متوقد الذهن، كبير القلب، يلتمس في غضبه الأعذار للآخرين، حاد البصيرة، ضاحك السن، مضئ القسمات، عذب الحديث حلو المعشر، سباقا إلي الخير، برا طاهرا. وكان صادق الوعد، وكان تقيا. هو م العترة الطاهرة عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. جده لأمه هو أبو بكر الصديق وجده لأبيه هو الإمام علي بن أبي طالب .. وهو نسب لم يجتمع لأحد غيره! إقرأ..
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام ولد في دمشق عام 577 هـ، وتوفى بالقاهرة عام 660 هـ، ودفن بسفح المقطم.
وحين بلغ الثانية والستين، بدأ حياة جديدة، وغير كل ما تعوده وهو صغير: فقد ترك دمشق مغاضبا وهاجر إلى الله من بغي حاكم دمشق، واستقر في القاهرة، وشرع في تأليف الكتب. فوضع كل مصنفاته فيها، وما كان من قبل قد كتب شيئا يعتد به، ذلك أنه كان ينفق كل وقته في التدريس والخطابه والوعظ .. وفي القاهرة جمع إلى هذه الأعباء مسئولية الكتابة، فصنف كتبا في الفقه والتفسير والأصول والتصوف. وصاول الحكام!.
إقرأ..
القاسم بن محمد أحد فقهاء المدينة، كان ثقة عالما فقيها رفيعا، إماما ورعا كثير الحديث، ويبد أنه كان عازفا عن الإمامة في الدين والرياسة في الفتيا، على الرغم من سعة علمه، وعمق فقهه، وشدة ورعه، واتباعه للسنة. وكان رجلا سمحا، لا يرضى بأن يصل ما بينه وبين أحد إلي درجة الخصومة: ولهذا كان يتنازل عن حقه رغبة في حسن الصلة بينه وبين الناس. إقرأ..
الليث بن سعد ليلة النصف من شبعان المكرم من العام الثالث والتسعين للهجرة (93 هـ) ولد الليث بن سعد في قرية قلقشندة، من أعمال مركز طوخ بمحافظة القليوبية على مقربة من عاصمة مصر. والمصريون يعتبرون ليلة النصف من شبعان ليلة مباركة، وإذن فقد تفاعل أهل الوليد بمقدمه في تلك الليلة، وتفاعل أهل القرية جميعا بهذا القادم الجديد ابن عميد الأسرى الغنية الذي كان يفيض بكرمه على كل من حوله. إقرأ..
خارجة بن زيد أحد فقهاء المدينة الذين دعاهم عمر بن العزيز لما ولى إمرة المدينة، وطلب إليهم أن يقدموا له النصيحة، فيما يعرض له من أمور الفتيا والقضاء. أبوه زيد كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي أشرف على كتابة المصحف في أيام أبي بكر رضي الله عنه، وفي أيام عثمان رضي الله عنه كان على رأس اللجنة التي وكل إليها كتابة المصحف. ورث خارجة علم أبيه، وقد أجمعت كلمة علماء الرجال على توثيقه والثناء عليه، وكان هو وطلحة بن عبيد الله بن عوف في زمنهما يستفتيان، وينتهي الناس إلي قولهما، ويقسمان المواريث بين أهل المدينة من الدور والنخل، والأموال، ويكتبان الوثائق للناس. إقرأ..